تعد الإمارات العربية المتحدة دولة حديثة العهد نسبياً، لكنها أظهرت قدرةً كبيرةً على تجاوز التحديات مرةً تلو الأخرى، فتمكنت خلال الأشهر القليلة الفائتة من تحقيق العديد من الإنجازات البارزة وفتح حدودها بأمان تزامناً مع حملة التطعيم التي تعد من بين الأسرع في العالم، وأصبحت أول دولة عربية تصل الكوكب الأحمر، إضافة إلى الاستراتيجيات الطموحة التي أطلقتها مثل “خطة دبي الحضرية 2040″ و”مشروع 300 مليار” لتحفيز القطاع الصناعي المحلي.
وتزامناً مع حلول شهر رمضان المبارك في هذه الفترة الزمنية بالتحديد، تتوفر أمامنا اليوم فرصة للتفكير في الإنجازات التي شهدتها الآونة الأخيرة والبناء عليها لرسم ملامح مسارنا المستقبلي ومواصلة مسيرة الإنجاز. وكشركة ناشطة في مجتمع الأعمال الإماراتي، علينا دوماً أن نتذكر مدى أهمية التركيز المستمر على مسارنا نحو المستقبل وأن نستمد الإلهام من الفرص المتاحة دون أن نسمح للتحديات والصعوبات التي واجهتنا مؤخراً أن تثنينا عن ذلك.
وعلى صعيد قطاع التجزئة، حمل انتشار جائحة كوفيد-19 تأثيرات صادمة طالت جميع أنحاء المنطقة والعالم. وتأثر مالكو العقارات وعلامات التجزئة على حد سواء بالتقلبات التي طرأت على سلوكيات المستهلكين. وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي، تطلبت مسألة التكيّف مع التغيرات التي طرأت على متطلبات العمالة، وإعادة جدولة الحملات التجارية، وإعادة فتح المتاجر على عدة مراحل في دولة الإمارات، قدراً عالياً من المرونة والتنسيق على مستوى القطاع ككل. وقد أشارت التقديرات إلى انخفاض الإنفاق السنوي على التجزئة بين المقيمين في الدولة بمقدار 8,2 مليار درهم في عام20201.
وبالرغم من ذلك، بات تجار التجزئة في دولة الإمارات أكثر جاهزية لتجاوز التحديات والعقبات التي فرضتها الجائحة في السابق، فقد أصبحنا نمتلك المزيد من المعلومات والموارد وأفضل الممارسات للحد من الاضطرابات والتداعيات الناجمة عن الوباء. وتمكنت العديد من علامات التجزئة من إعادة تكييف عروضها لتصبح أكثر شمولاً من خلال طرحها عبر قنوات متعددة باستخدام المنصات الرقمية، الأمر الذي يمكنها من الاحتفاظ بقاعدة العملاء الحالية وتنميتها.
وعلى مدار الفترة الماضية، تشكّلت شراكات ومجالس وصناديق جديدة لدعم الفئات الأكثر تضرراً من تبعات الجائحة. وسوف نواصل الاستفادة من الاستثمارات القوية للحكومة الإماراتية في مجال حملات توعية المجتمع بشأن جائحة كوفيد-19 ومبادرات الفحوصات واسعة النطاق. وتتجلى مرونة قطاع التجزئة بوضوح من خلال أحدث التوقعات الصادرة عن غرفة تجارة وصناعة دبي، إذ تشير هذه التوقعات إلى بلوغ مبيعات التجزئة في دولة الإمارات حدود 58 مليار دولار بحلول نهاية عام 2021، أي بزيادة تقارب 13٪ على أساس سنوي2. ومن شأن برنامج التطعيم الرائد، إلى جانب تنظيم فعاليات ضخمة على غرار إكسبو 2020 دبي، أن يساهم دون أدنى شك في انتعاش القطاع خلال عام 2021 والعام الذي يليه.
وبالنسبة لنا كشركة تعمل في مجال تجارة التجزئة، علينا أن نقتدي بخطى الفريق الرائع الذي قاد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”. فإحداث تأثير كبير لا يتطلب دولةً أو شركةً كبيرة، ولا يمكن أن تتحقق الإنجازات الرائدة سوى من خلال التصميم والصبر والوفاء للقيم التي نؤمن بها. لذلك، ينبغي علينا أن نواصل مسيرة التطور والتكيف دون أن نتخلى أبداً عن أفكارنا وتصوراتنا المستقبلية.
ومن شأن نجاحنا في ذلك أن يفتح آفاقاً لامتناهية لإمكاناتنا المستقبلية.